من صحافتنا
صحيفة عكاظ \ خالد حمد السليمان
ما الذي يمنع بعض بنوكنا المحلية من تأجيل تحصيل
الأقساط في شهر رمضان المبارك أسوة بما تفعله بعض
البنوك الخليجية؟! فبنوكنا تدرك أن تأجيل القسط الرمضاني
يفعل الكثير لمساعدة الأسر في مواجهة متطلبات الإنفاق
الاستثنائي خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وهي
عندما تبادر إلى مثل ذلك فإنها تبث دفئا إنسانيا مفقودا
في علاقتها بمقترضيها، وتدفع عنها تهمة لطالما التصقت
بها بأنها لا تطل بالوجه الإنساني على المجتمع ولا تسهم في
خدمته ودعم مشاريعه الخيرية بالقدر الذي تستفيد فيه من هذا
المجتمع الذي لا يفرض على البنوك أي قيود أو التزامات ضريبية!!
وبعض البنوك تمنح مقترضيها فرصة تأجيل سداد قسطين
من مجموع الأقساط طيلة مدة القرض بطلب مسبق، لكن الحاصل
أن كثيرا من المقترضين وبسبب ضغوط المصروفات يلجأون
إلى الاستفادة من هذا التأجيل مبكرا ودون انتظار شهر رمضان،
وبعض البنوك تسمح بتأجيل السداد مقابل رسوم خاصة، وكان
أولى بالبنوك أن تخص شهر رمضان بتأجيل محدد وتلقائي
يستفيد منه جميع المقترضين دون الحاجة لتقديم طلب مسبق
أو دفع رسوم!!
رمضان شهر تتضاعف فيه المصروفات بسبب طبيعة العادات
الاستهلاكية التي طبعت أسلوب حياة الأسرة السعودية خلاله،
ومهما كان رأينا بهذه العادات الاستهلاكية فإنها باتت أمرا
واقعا لا يمكن مواجهته بالوعظ الاستهلاكي الذي لا يقدم
حلولا على أرض الواقع وإنما بتدبير الحلول الواقعية التي
تسمح لمراكب هذه الأسر بالإبحار بهدوء
في بحر هذا الشهر!!
رد مع اقتباس
