خلف الحربي \ صحيفة عكاظ
بالأمس وتحت تأثير الصيام تخيلت أني شاهدت حلقة من مسلسل
(طاش) يظهر فيها الفنان ناصر القصبي بشخصية (عدنان)
قبل حصوله على الجنسية وهو يرتدي البنطلون وربطة العنق
ويعمل في إحدى الشركات الكبرى حيث يتقاضى راتبا يزيد
على 30 ألف ريال وبدل سكن بالإضافة إلى التذاكر السنوية
له ولعائلته، ولكن (عدنان) يتهور ويسعى للحصول على
الجنسية السعودية فينجح في مسعاه و(يتسعود) ويرتدي الغترة
والعقال.. فما الذي سوف يحدث للشيخ عدنان في المشاهد التالية؟!.
سوف يتوقف صرف بدل السكن لأنه لم يعد غريبا بل هو في داره
وبين أهله وناسه، وسيحرم من تذاكر السفر السنوية لأن الشركة
غير ملزمة برحلاته السياحية، أما راتبه فسوف ينكمش
من 30 ألف ريال إلى ثلاثة آلاف فقط لا غير لأنه
لم يعد خبيرا أجنبيا!.قبل فترة وجيزة نشرت إحدى
الجامعات السعودية الكبرى إعلانا خارج البلاد تبحث
فيه عن محاضرات يحملن شهادة الماجستير أو البكالوريوس
في اللغة الإنجليزية وكانت الميزات الوظيفية التي تحاول من
خلالها الجامعة استقطاب المحاضرات في أحد البلدان العربية
تشمل الراتب المغري وبدل السكن والتذاكر السنوية، مع الأخذ
بعين الاعتبار أن الجامعة ذاتها قامت بتخريج مئات المواطنات
اللواتي يحملن الشهادة ذاتها ولكنها ترفض تعيينهن كمحاضرات
أو كمعيدات إما لأنها لاتثق بكفاءة من يتلقون التعليم في
أروقتها أو لأنها تشعر بالحساسية من توظيف السعوديات.
دون أي مبالغة يمكننا أن نقول بأن الميزات الوظيفية التي
يحملها الإعلان للمحاضرة الأجنبية الواحدة كافية لتوظيف
أربع خريجات سعوديات يجلسن في بيوتهن منذ سنوات بعد
أن تعلمن تقشير الإحباط ثم حشوه بالملل المزمن، ما بالك
حين تعرف أن الإعلان يستهدف البحث عن أكثر من محاضرة
في هذا التخصص (النادر)!.