عيد بأي حال عُدت يا عيد .


الحكاية الأولى

وطني يا قطعة من قلبي ..

يامهبط روحي ..

( نفديك ) ليست كلمات نرددها

بل هو وعد .. آن زمان تنفيذه !

..

مساء أول أيام العيد ، أحرقت مهجتي دمعات غالية من إمرأة مسنة تبكي وهي تتحدث

عن ابنها المرابط على الجبهة الجنوبية ، أغرقتني دموعها بالحزن ، وطوتني تفكيراً رهيباً

وهماً مؤرقاً .

وأمّ أُخرى ألمح الألم البادي في وجهها وهي تحاول تداركه عندما قالت :

( منع ماحنا مانعينهم وهذا أمر الله ومالنا حيلة به ) .

أوّااه يامن أحرقتهم الدموع سنيناً طوالاً ، على الجبهات في شتى بقاع الأرض .

أوّااه وقد نالنا بعض مانالكم ،، نسأل الله الصبر والثبات .

..

أحاديث الجبهات ليست مألوفة في البلد الأمين الذي يظلله الأمن أنّى نطوف في أرجائه

لكن يد البغي عبثت بطهارة الأرض ولن يطول بقائها .

ستُبتر اليد الباغية ،، صبراً آل وطني الأغر .


الحكاية الثانية

جِدّة .. يا عروس البحر !!

جدة بكِ كان مولدي ومرباي وحياتي كلها سأظل أعيش بكِ مهما صار

وأقول لأهلها الذين هم بالأصل أهلي أهل الرخاء والشدة

آلمني مصابكم الذي هو مصابي بلا شكـ ، وماحلّ بكم استنزف دموعي .

عظّم الله أجري بكم ورحم الموتى والأحياء .

إنّا لله وإنا له راجعون .

لا غير ذلك أقول !


الحكاية الثالثة

فقد ...

بعدما ذبح (العيّدية ) وزار عدد من الأهل والأصدقاء غفا بعد صلاة الجمعة ، ولم يستقيظ !

ذهب في يوم عيد ,,, مخلفاً وراءه أرملة وعدد من الأيتام .

كُثر موت الفجأة ، وكثُر فقد الرجال حتى أنّي وقفت على كثير من العوائل

بدون عائل بين جيراننا وأقاربنا وفي حيّنا .

أرثي حالهم هاهُنا فقط !!

وإلا فهو قدرٌ لا يد لنا به .


الحكاية الرابعة

نهاية 1430هـ ..

مع نهاية السنة جُلت بخاطري بأحداث عظيمة ، مرت بالأمة ، ليس ابتداء بهزات العيص وبراكينها

مروراً بالوباء الذي انتشر h1n1

انتهاء بالعدوان الجنوبي أخيراً كارثة جِدّة !!

..

ولا زلت أقول ماذا بعد يا إلهي ؟؟

فاللهم سلّم سلّم

..

نحتاج أن نراجع أنفسنا مراجعة شاملة ،، لكن متى ؟؟؟

.

.

.

آسفة لو كدّرت خواطركم بأحاديث فرضت نفسها في العيد ، لكنها خلجات نفس

أبت إلاّ أن تظهر .


هل هي أحاديث العيد بالفعل ؟؟؟


البسمة
14\12\1430هـــ