المرجعية السنية!
عادي .. مثل الذي غرق في الوادي، نؤيد تعايش الشيخ (م.ع) مع قناة مسيحية ونرفض التعايش مع الشيعة!، هذا لا يعني أننا نقبل التعايش مع المسيحيين (ولا في الأحلام!) ولكننا لا نجرؤ على مجرد التفكير في تقييم أداء الشيخ لأننا تعودنا نسير خلفه مغمضي الأعين (راح يمين وراه .. راح يسار وراه .. خش في الجدار خشينا!).
وإذا كنا نأخذ على الإخوة الشيعة تبعيتهم المطلقة لمرجعياتهم الدينية حتى لو كان ذلك على حساب العقل والمنطق، فإننا منذ ظهور المد الصحوي أصبحنا مثلهم حيث نرفع بعض المجتهدين إلى مرتبة العلماء وهذه المرتبة ترفعهم أوتوماتيكيا إلى مرتبة المنزهين عن الخطأ، أصبح من حق أي شخص يسلك طريق الدعوة أن يكتب الأغاني ويظهر في القنوات الفضائية التي نتهمها بنشر الرذيلة، ومن حقه أيضا أن يقودنا إلى معارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وليس من حقنا أبدا أن نسأله: لماذا؟.
لقد كنت أظن أن أهم ميزة يتمتع بها السني ــ أي سني ــ أنه لا يضع بشرا مثله في مرتبة روحية أعلى منه، هذا هو أحد أهم مصادر فخرنا بمذهبنا الذي يرفض تبجيل الأموات والطاعة العمياء للأحياء على حساب العقل والمنطق، ولكن الحقن الفكري العجيب الذي استمر طوال عقدين من الزمان يكاد يقضي على هذه الميزة فيضع طبقة من الناس فوق مرتبة البشر الطبيعيين تمنحهم الحق في أن يفعلوا ما لا يجوز لغيرهم فعله.
لقد تلقيت عشرات الرسائل من بعض القراء الموتورين الغاضبين على ما كتبته تحت عنوان (م.ع والمجاهرة بالطائفية)، لا حظت أن رسائلهم الساخنة تبدأ بسؤال موحد: (من أنت حتى تتحدث عن الشيخ الجليل؟)، وهذا يعني بأنني قد تجاوزت الحدود لأنه لا يحق توترا فكانوا غاضبين بسبب استخدامي عبارة (الأخوة الشيعة)!!، يا عيني على التسامح، يا روحي على حقوق الإنسان، يا قلبي على الحوار مع الآخر، ماذا لو قلت إذن: (الأخوة المسيحيين)؟!.
لا بأس .. أنا أتفق مع أصحاب الرسائل الغاضبة بأنني أستحق تشكيلة الشتائم المبتكرة التي خصوا بها العبد الفقير إلى الله، أحدهم قال إنني بلا عقل .. لا مشكلة .. فلتأخذوا الحكمة من أفواه المجانين من أجل مستقبل أولادكم: الطائفية خطر مرعب، ونار تحرق الأخضر واليابس، ولتحمدوا الله على نعمة الأمن والرخاء، فلو أصبح حالنا – لا سمح الله – مثل حال العراق لن ينفعكم الباحثون عن البطولات الزائفة على حساب الوطن، ولن يفيدكم (مهايطية) المنتديات!.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0114326638.htm
رد مع اقتباس
