نعم دفاعاً عن الكهرباء .. !!

نعم دفاعا عن الكهرباء !!
قد لا يحلو هذا الكلام للكثيرين ... ولا أريد هذا ..!!
فأنا لا أتعمد الإثارة ولا أسعى لها .. لكنني أحب إيصال فكرة معينة لقراء المنتدى الأعزاء ..
قبل أن أبدأ أحب أن أمهد لموضوعي بالحديث عن الإسراف ..
الإسراف ظاهرة .. والإسراف واقعاً مشاهداً ..
الإسراف وباءً عصرياً في بلادنا ..


لنقف سوياً بمزيد من التجرد عند هذا التوجيه العظيم من مشكاة النبوة :
يقول عليه الصلاة والسلام : ( لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار .... ) الحديث
لنتأمل اللفظة الكريمة ( ولو كنت على نهر جار ) ...
نهر جار لا يتأثر بإسرافك أو ترشيدك ..
نهر جار سيذهب ماؤه بإسرافك أو بدون إسرافك ..
نهر جار ستذهب مياهه وتنتقل ولو لم تكن أنت موجوداً ..
لكنها التربية الإيمانية والسلوك الإيجابي الذي يعتاده أصحابه دائماً تعبداً لله تعالى ...

أحياناً يظهر لنا ( بوضوح ) أثر هذا التوجيه النبوي الكريم .. وندرك كم نحن مفرطون فيه ..
عندما تنقطع المياه عن منازلنا .. ولم يبق معنا إلا القليل منه .. لتر أو لتران أو ثلاثة .. تفاجأ أن هذه الليترات الثلاثة لا تكفي لوضوئك ... حقاً ليست مبالغة .. نجد أنها لا تكفي لوضوء الواحد منا ... مع أن رسولنا عليه الصلاة والسلام كان يغتسل بأقل من هذه الكمية ( التي لا تكفي لوضوئنا ) ..
فهل نحن أكثر إسباغاً للوضوء منه .. ؟؟
أم هل نحن أتقى أو أخشى لله منه .. ؟؟ صلى الله عليه وسلم ..
أمرٌ يدعونا لنقف أمامه طويلاً ... للتأمل .. !!


دفعني لكتابة هذا المقال ما قرأته من تقرير عن ( شركة الكهرباء ) قبل عامين ..
وقفت حائراً أمام لغة الأرقام التي لا تكذب ...
لغة الأرقام التي لا نجيد التعامل معها ..
بل ليست لدينا مراكز أبحاث أصلاً للكتابة عن أوضاعنا بلغة الأرقام ( السهلة البسيطة ) .. والتي تكون غالباً ( مخيفة ) و ( مفزعة ) وغير قابلة للتأويل ولا التبرير ..

نحن في السعودية كان نصيب الفرد الواحد في استهلاك الكهرباء في عام 1990م ( 3750 ك.و.س في السنة ) ..
ثم أصبح عام 2007م ( 7080 ك.و.س في السنة ) ..
هذا بالطبع نصيب الفرد الواحد ... ( لاحظ الفرق الشاسع ) لاحظ كيف تضاعف الرقم خلال 17 عاماً ..
هل صدمتك هذه الأرقام .. ؟؟

نحن في السعودية ( تقريباً 27 مليون ) استهلكنا في عام 2007م ( 170.000 جيجا.و.س ) بينما في بلد الـ ( 80 مليون ) مصر ، استهلكوا في نفس العام ( 98.000 جيجا.و.س ) ...
الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، السودان، عمان، فلسطين، ليبيا، المغرب، اليمن .. كل هذه الدول مجتمعة لا يزيد إنتاج محطاتها من الطاقة عام 2007م عن ( 180.000 جيجا.و.س ) ... بينما محطاتنا الكهربائية من بخارية وغازية ومزدوجة أنتجت في نفس السنة ( 190.000 جيجا.و.س ) ..
نحن نستهلك يومياً ( 2 مليون ) برميل من النفط من مجموع إنتاجنا اليومي .. جزء من هذا النفط والغاز بعد تكريره يذهب لتشغيل هذه المحطات .. فهل سيأتي يوم نستورد النفط والغاز لتشغيل محطاتنا الكهربائية ..؟؟
كم هذا مؤلم لأحفادنا ..!!
تستهلك المباني بأنواعها المختلفة ما يقارب 80 % من الاستهلاك الكلي والباقي للقطاعين الصناعي والزراعي ..
نصيب المساكن 53 % من الاستهلاك ..

العالم من حولنا ـ لأسباب اقتصادية وبيئية ـ يضع نصب عينيه موضوع حفظ الطاقة .. ويبحث عن وسائل مختلفة لتوليد الطاقة ، من نووية .. أو طبيعية ..
فماذا فعلنا نحن تجاه هذا الهدر الذي تقرؤونه ..؟؟


هذه بعض المقتطفات من هذا التقرير .. لغة الأرقام .. بربكم .... كم هي مؤلمة .. ؟؟
ثم هل نسمح لأنفسنا بعد هذا أن نلوم شركة الكهرباء على الإنقطاع ؟؟
هل نلومها على انفجار محولاتها ونحن نعلم أن ذلك زيادة أحمال بسبب استهلاكنا غير المقنن ؟؟
هل نشتكي بعد هذا من ارتفاع الفواتير ... ؟؟


لنكن صرحاء مع أنفسنا ..
هل وجود جوال خاص لكل فرد من أفراد الأسرة ضرورة ..؟؟
هل أسعار شركات الاتصال لدينا تشجع على اقتناء كل فرد منا لهاتف مستقل ؟؟
أليس شركات الاتصال لدينا هي أكثر من استنزف جيوبنا ... وأدمى قلوبنا .. ؟؟
فلماذا إذاً لا توجّه لها تلك الحملة ( الشعواء ) التي توجه لشركة الكهرباء .. ؟؟
أليست شركات الاتصال هي الأحق باللوم إن كنا لائمين ..
وأحق بالعتاب إن كنا يوماً معاتبين ..
وأحق بالحساب إن كنا محاسبين .. !!


آمل أن يحظى هذا الموضوع باهتمامكم وتفاعلكم ...
لنناقش الإسراف كمشكلة ..
الإسراف عموماً .. والإسراف في استخدام الكهرباء خصوصاً ..
وكيف نستطيع المحافظة على ثرواتنا ومكتسباتنا من الهدر ..
الهدر بنوعيه .. المتعمد وغير المتعمد ..
أجمل الأماني بالتوفيق للجميع .

الشاعر
يعطيك العافيه أخوي العزيز
بالفعل هناك افراط
في استخدام الكهرباء
ولامبالاه لدى البعض لدرجة قد تتسبب في الضرر
كترك الاجهزه تعمل والجميع خارج المنزل

شكرا لك اخي الشاعر
والحقيقه نحن اناس مسرفين حتى بالكهرباء
ولكن ايضا هناك بعض التقصير من شركة الكهرباء في بعض المناطق
وكذلك شركة الاتصالات فهي شركات لايهمها الا استنزاف الجيوب اما المواطن لاحقوق له

نعم نحن شعب مسرف في كل شي
ولكن الف نعم ان كل شركاتنا تستغلنا
وتجعل الربح هو همها الوحيد
وتستخدم اخبراء نصب من الدول العربية
من اجل اضفاء صفة قانونية على ماتقوم به من استغلال
ومع عدم وجود عقاب تزداد المشكلة ولاحل في الافق

كاتبنا المتألق ... الشاعر.... صاحب المواضيع الشيقة والنيره .
........

كلنا دفاع ... وبفخر .. ضد مافيه إسراف سواء كان دفاعنا بالأقوال أو الأفعال وضد أي إستهلاك ليس له ضرورة .
فما بالنا بالكهرباء العنصر الأساسي الذي اصبح بأهمية الماء والهواء ونعمة من نعم من الله علينا ... التي ليس شكرها بهدرها بل بالمحافظة عليها ..
فبيئتنا معظم أراضيها صحراوية جافة شديدة الحرارة صيفاً شديدة البرودة شتاء
ونحن بأمس الحاجة لها ... و تشق علينا الحياة بدونها .
وما أوردته من أرقام فضيعة .. تخيفنا من القادم .. وتدل على إستهلاك جائر لا أعلم هل كان هذا لضرورة أم لزيادة ترف ... أم لتدني سعرها فلم نبالي في قيمتها
وأخشى ان نكون كالمجتمعات التي تشتكي الفقر والحاجة بعد أن كانت في خير ونعمة ... بسبب الإسراف .

ونسأل الله ان لا يأخذنا بأفعالنا .... ويهدينا لشكر نعمته .

أشكرك أخي الكريم على هذا المقال الترشيدي .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .