((شاعر يكتب قصيدة في زوجته بعد رحيلها كل سنة ))
وكل قصيدة تكون أقوى في معانيها من التي قبلها
يقولون ماما كل ما عن مشكلٌ وأولا بهم أن يسكتوا لو تعقلُ
يصيحون هلاّ قد ذهبت تُعيدُها كأني برد الراحلين موكلُ
يقولون ماما من يلوم مقالهم وقد غاب عنهم وجهها المتهللُ

وبعد مضي سنه :

إني لا حذرُ من دخول منزلي هلعاً وما يغني لدي حذارُ
مَنذَ أواجه إذ أبادرُ غرفتي لا أنتي أنتي ولا الديارُ ديارُ
أتمثل الأطفالُ في حسراتهم فأفرُ إذا لا يستحب فرارُ
كلٌ يُسرُ شجونه متحرقاً كمداً ولا يخفى علي سرارُ
وتجيءُ غادتُ وهي ذات ثلاثةٍ ولها كربّات الحجا استفسارُ
فتقول أُمي يأبي قد أبطأت بالله أين مكانها فيزارُ
حل المساء ومرقدي بجوارها آبيت وحدي ما لدي جوارُ
كم تدري ما حجم المصيبةِ ويحها وأنا بها ادري فكليا نارُ
ابدي التصبر بين أطفالي لكي ينسوا وما أنا بينهم صبّارُ
وأرى دموعهم تفيض فتقتدي عيني بهم يسوقني التيارُ
وإذا الكبير بكى بمشهدهم فقد قامت لدمع صغاره الأعذارُ
زوجاه واكبدي عليك شغفتني حزناً كجذعٍ شقه المنشارُ